قولوا لبغدادِ الحزينـةِ إصبـري
واستذكري عهد الوئامِ وذكـّري
من باتَ يعبَثُ في البلادِ ومجدِها
إنَّ المصائبَ لا تـدومُ لإدْهُــرِ
بغـدادُ عودي بالسـلامِ جُنيْنَــةً
وترفَّعـي عمّا يدورُ وصبّـري
ذي عهدَةٍ صَبَغَ الزمانُ طباعَهُ
من مجـدِ آشورٍ وعـزَّةِ سومَـرِ
ورخاءِ بابلِ والجِنانِ وما بَدا
من كلِّ أصنافِ العجبيبِ بأبْهرِ
وتَرَقَّبي عصْرَ السَلامِ وصّحوَةً
يوماً يغورُ الظالمـونَ لِتَزْهَري
كمْ حاوَلَتْ منكِ الدُهورُ وأخْفَقَتْ
وبقيْتِ رَمْـزَ الطُهْـرِ لمْ تَتَغيّري
لا تيأسي ، فالنائباتُ مصيرُها
تهوي كأوراقِ الخريفِ وتهتري
أنتِ النجـاةً وفي علاكِ مهـابةٌ
فابقي بعـزّكِ لا تكلّي وتكـدَري
عَلَّمتِنـا إنَّ الدهـورَ إذا قّسَــتْ
فَمَسـارُهـا لايستَقيـمُ بخَنْجَــرِ
بلْ إنَّ تحْكيمَ العقولِ رَديفُها
وَهوَ السَبيـلُ لعــزَّةٍ وتَكَبُّــرِ
وتَرَفَّـقـي فيمَـنْ يعِــزُّ عليهُــمُ
أنْ تُـحْكَميــنَ بقَسْــوَةٍ وَتَجَبُّــرِ
كَمْ شاعِرٍ مِنْـكِ استَمَدَّ خيالَـَـهُ
وأجادَ شعْراً مِنْ وفيرِ مشاعِرِ
بغدادُ والشُعَراءُ قدْ صَدَقوا بما
قالوا بِوَصْفِكِ في خيالٍ ساحِرِ
فالنَهْرُ والعَذَواتُ في عَبَقٍ عَذتْ
وعَـذا الجِواءُ فما نـَتـوقُ لآخَرِ
يا جنَّةً حَمَلَ القِلوبَ لِعِشْقِهــا
عِطرُ المروجِ وسِحْرُ ليلٍ مُقْمِرِ
وتلألؤٌ فـي ضِفَّتيْــكِ تَبُثُّــهّ
أقداحُ مِنْ شَهْدِ الرِضابِ المُسْكِرِ
وَنَواديٌ قـدْ زادَ مـن أنوارِها
حِسْـنُ النِسـاءِ بزينَـةٍ وتَبَخْتُــرِ
دونَ ارتِقائِكِ قدْ نكونُ كَمَنْ سرى
مِنْ غيرِ ساريةِ النجـاةِ بأبْحُــرِ
كوني كما في الأمْسِ دُرَّة َمشْرِقٍ
ومَنارَةَ الفكْـرِ الأصيلِ المزْهِرِ
1يوماً أنارَ الوعظُ صَرْحَ الأعظمي
2فازْدانَ بالأنوارِ صَرْحُ الجعفَري
إذ ْكانَ صَوْبُكِ في الرصافَةِ زاهياً
والكـرخُ يرفِـلُ بالبديـعِ الآسِــرِ
قصيدة رائعة صح